الجمعة، 27 فبراير 2015

كيف تكتب موضوعاً حصرياً




الكتابة الحصرية من الأشياء التي لا غنى عنها ليس فقط للأغراض البحثية والأكاديمية، بل أيضاً لتجنب الوقوع في المشاكل القانونية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية، والتعدي على الحقوق الأدبية للكتاب ناهيك عن السرقات الأدبية.  والكتابة الحصرية هي التحدي الأول لكل كاتب، وهي ما يعطي الموضوع أو المقال أو المحتوى قيمته الحقيقية والعليا بالإضافة إلى المضمون والأسلوب وسلامة اللغة المستخدمة وثرائها.

وهنالك الكثير من الكتاب الموهوبين والمتمرسين ممن يجيدون ويحترفون ويقدمون خدمات الكتابة الحصرية، وللكتابة باعتبارها من الأنشطة الإبداعية خصوصيتها التي تميزها عن بقية الأعمال الفنية. ولكل كاتب طريقته في استلهام الموضوع، أو تناوله أو اختياره والكتابة فيه، لكن تظل فكرة الكتابة هي مفتاح هذا العمل ويترتب عليها الكثير بما في ذلك مدى نجاح العمل وقبوله لدى القراء.
وهنا نستعرض بعض "مناجم" الأفكار التي تصلح للكتابة عنها عند الرغبة في كتابة موضوع حصري.



أكتب عما تعرفه


الكتابة عن شيء تعرفه تماماً وتمتلك ناصية القول فيه هي أولى الطرق لكتابة محتوى حصري. حيث أن تجربتك الشخصية أو تجربة شخص آخر قريب منك، أو قراءاتك المختلفة، أومعرفتك الأكيدة بشيء ما هي الركيزة الأساسية لهذه العملية. وهذه المعرفة عبارة عن أفكار هي بقليل من الترتيب ستصبح بذرة مقالك الحصري الأولى، ولن يبقى سوى أن تعرضها بأسلوبك الخاص وبلغة سليمة وأنيقة، تعكس روحك الإبداعية وملكتك اللغوية وموهبتك ككاتب أصيل.

سجل خبراتك


الخبرة هي ينبوع الأفكار الغزير، وعندما يكتب الكاتب عن تجربته الخاصة فإنه يمتلك تماماً كل مقومات الكتابة الحصرية، فمهما تشابهت خبرات الناس فطريقة فهمهم، أو تاثرهم بها أو حتى تعبيرهم عنها تختلف كثيراً، وهذا هو ما تعنيه الكتابة الحصرية. فهي منتوج خاص وفريد لا يتكرر، وعمل أصيل نابع عن فكرة أصيلة ومختلفة. إلجأ إلى خبراتك الماضية أو الحاضرة أو تناول بعض المواضيع الشائعة من خلال وجهة نظرك الخاصة وتفاعلك الوجداني معها، إجعل الكتابة متنفساً لمختلف الضغوط التي تفرضها الحياة اليوم، أو طريقة تعبيرك عن نفسك بصفتك تنتمي إلى قبيلة المبدعين التي يختلف أفرادها في طريقة التعبير ولكنهم يتفقون في الإبداعية والحس الفني، حيث تتفاوت الأساليب التعبيرية بين الرسم، والتلوين، والنحت، والتمثيل، والموسيقى، وغيرها من الفنون والإبداعات.

البحث والقراءة
البحث هو من أهم وأكثر الطرق التي يسلكها من يبحث عن فكرة لموضوع حصري، أو يبحث عن مادة يغذي بها فكرة ذلك الموضوع. وهذا المصدر يعتبر من أهم المصادر أيضاً لأنه يتطلب الكثير من الحذر والأمانة والتدقيق عند ممارسته. ففضلاً عن قواعد الأبحاث الأكاديمية المعروفة، فهنالك قاعدة أساسية مشتركة بين الباحث الأكاديمي والكاتب الذي يبحث عن فكرة أو مادة حصرية، وهي عدم الاكتفاء بمادة معينة ونقلها نقلاً عن مصدر ما، فهذا الفعل ينسف تماماً مفهوم "الحصرية"، لكن البحث عن كل جوانب الموضوع ثم التحدث عن جانب واحد بكلماتك الخاصة، ووفقاً لما فهمته من قراءتك للمادة التي تحصلت عليها من خلال البحث، وأيضاً تضيف إلى الموضوع رأيك الخاص في تلك المادة، ومقارنتها مع ما عرفته سابقاً، أو الكتابة بهدف إكمال ما تراه ناقصاً في الموضوع أو المادة التي قرأتها استناداً على ما تعلمته في وقت ماضٍ، أو مزج كل ذلك أو بعضه معاً والخروج بموضوعك الحصري، أوبالتحدث عن ذلك كله أو بعضه من زاوية أخرى على ضوء ما تنامى لديك من علم بخصوص ذلك الموضوع يكفي لكتابته بحصرية واسلوب خاص.


الثقافة ومهارات التفكير الإبداعي

الثقافة هي صفة من الصفات الملازمة للكتاب، فهنالك مثقفون ليسو من الكتاب ولكن ليس هنالك كاتب غير مثقف! فالثقافة والنهل من كل العلوم والفنون والآداب أشياء ضرورية جداً للكاتب الموهوب والمحترف. والحمد لله يندر جداً أن تجد كاتباً لا يقراً أو يتعلم باستمرار. والقراءة بالضرورة إحدى أسباب تطوير القدرات الذهنية والإبداعية، وهي أيضاً تنشط وتمرن ملكة الإبداع وتوسع من المدارك والآفاق. وبالتالي القدرة على اجتراح مختلف الأفكار والحلول ليس فقط للمواضيع الحصرية ولكن لمختلف مناحي المشاريع والأمور الحيوية.  ولحسن الحظ إن لم تكن مثقفاً فالثقافة شيء لا يرتبط الحصول عليه بعمر معين أو موعد نهائي، فهي في متناول يدك وقلبك وعقلك ما رغبت فيها، خاصة في عصرنا هذا، حيث تزداد الأزمات المالية والتضخم والانهيارات الاقتصادية ولكن في نفس الوقت تقل تكاليف القراءة والمصادر والمراجع والموارد الثقافية يوماً بعد يوم فهي الآن وللجميع بدون مقابل سوى الرغبة فيها والصبر عليها، والاستمتاع بها وهذا هو تماماً ما يحدث معك الآن!

أتوقع من قرائي الأعزاء كتابة موضوع واحد على الأقل تكمل فيه الجوانب التي أهملتها عند كتابة هذا المقال وتذكيري بما غفلت عنه من منابع أفكار المواضيع الحصرية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق