الجمعة، 27 فبراير 2015

الكتابة للغير من خلال منصات الخدمات المصغرة

في خلال السنوات الماضية، بدأت بحثاً حثيثاً عن كيفية الربح من الانترنت بطريقة معقولة، وقد وجدت ما كنت أبحث عنه في السنة الماضية فقط، حيث انضممت إلى مجتمع الخدمات المصغرة العربي الأكثرة شهرة على الانترنت
https://khamsat.com/?r=70543
 ومن خلال الموقع قمت بالكتابة للغير في المجالات الإبداعية، والتقنية، الاقتصادية، ريادة الأعمال والتعليم والصحة والجمال، والوصفات، والأزياء، والتجارة بل وحتى كتبت عن طرق الربح من الانترنت والعمل عليها، و الطبخ والنصائح الزوجية والاستشارات، والمواضيع العلمية المختلفة والأخبار.

كما قمت بتحرير وإعادة صياغة الكتب والمواضيع المختلفة. ربحت أموالاً استطيع أن أقول أنها كثيرة ” رغم أنها بالكاد تقترب من سقف المئات الثلاث من الدولارات الأمريكية". لكني أجدها كافية جداً للبرهنة على جدوى العمل من الانترنت والمنزل، وقدرته على إنتاج مدخول منتظم ومناسب. وفوق كل ذلك فأنا أعمل 1. من منزلي، 2.وفي وقت فراغي، 3.ومن الانترنت. 4. وفي وظيفة أعشقها واستمتع بأدائها وهو الشيء الذي كنت أبحث عنه طوال سنوات.

الآن أصبحت أكثرة قدرة على أداء المهام في وقت قصير، ولدي خبرة في التعامل مع العملاء، وفي وضع أسعار الخدمات.
وأعتقد أنني في هذا الشهر فقط قد حققت ما يقارب حصيلة الأشهر الستة الماضية.في الأيام القليلة السابقة تعرفت على موقع آخر لبيع وشراء الخدمات من المتفرغين. وهو يوفر منصة لبيع وشراء الخدمات وذلك من خلال العمل بنظام الساعة. وبسعر محدد لكل ساعة عمل في أداء مهمة معينة.

ما زلت لم أبع أية خدمة بعد في الموقع الأخير، وهو موقع أجنبي. لكني متفاءلة. وقد قررت الدخول في برنامج التسويق بالعمولة الخاص بالموقع. ولذلك أدعوكم للاشتراك في الموقع وبيع خدماتكم ومهاراتكم والاستفادة من مهارات الآخرين بأسعار زهيدة. وأيضاً دعوة الآخرين والكسب من خلالها على كل من يشترك ويبدأ مشروعه الأول على الموقع مبلغ 30 دولاراً.إنه مبلغ مغر بالنسبة لشيء سهل كهذا. لكن دعونا نكتشف كم هو عملي أن نحلم بتحقيق بعض المال عبر دعوة الآخرين للعمل الإضافي عبر موقع العمل بنظام الساعة.

حسناً نعم أنا أجني بعض المال- نعم ليس كل ما أطمح إليه- لكن نسبة معقولة من ذلك من خلال الكتابة للغير، في المنزل وفي وقت فراغي. لكني ما زلت أعتقد أن ما يدفع من خلال هذه المواقع لا يرقى كثيراً لأن يكافيء قيمة المادة المكتوبة. وربما أرى زملائي يهدرون طاقاتهم في كتابة الكثير من المواد والمقالات والمواضيع مقابل مبالغ زهيدة. ربما لو اتفق الجميع على حد أدنى للأسعار لا يتجاوزونه فربما يعود هذا الشيء على الجميع بالنفع. خاصة أن مواقع الخدمات المصغرة أصلا تعمل وفق نظام الخمسة دولارات، لذلك فنحن مجبرون على عدم زيادة الخدمة الأساسية عن الدولارات الخمسة، لكن ما لا نعرفه ولا ننتبه له إننا ننزل كثيراً عن هذا المستوى في سبيل المنافسة وهذا هو الشيء الذي لم يطلبه منا أي شخص بعد!. المنافسة الحقيقية هي ما تعود بالنفع على الطرفين. والآن أتمنى أن يستطيع الجميع ملاحظة هذا الشيء وعمل "شيء" بشأنه. 

التسويق بالعمولة هو نظام آخر تعتمد عليه هذه المواقع في زيادة الدعاية وسعة الدائرة الإعلانية عبر استخدام معارف وشبكات الأعضاء. وهو يشكل مصدر آخر للدخل غير الرئيسي طبعاً. فالعمل على الانترنت يمنح الكثير من الفرص الجانبية لجني الأرباح. وكل يوم يكتشف مرتادوه نوافذ وأبواب مذهلة لتدفق الأموال. والجميل في أمر التسويق بالعمولة هو أنك تفتح للآخرين مجالاً للعمل معك أيضاً. وفي النهاية لكل مجتهد نصيب، والأرزاق مقسومة سلفاً سواءً كانت على العالم الافتراضي أو الأرضي. 

وهذا السوق الذي ينأى عن الرسميات وقيودها والشكليات وترتيباتها وشروطها، يجعلني أتأمل في الفرص التي يمنحها لأصحاب المواهب والمتعلمين ذاتياً، ومن يحبون اكتساب المزيد من المعارف والخبرات كل يوم. وفي نفس الوقت لديهم شغف بتحدي هذا السوق ببيع خدماتهم التي يستمتعون بأدائها. فهنا العمل اختياري، واختيار المهنة أو الخدمة المقدمة أيضاً يتسم بالكثير من الحرية ولا قيد عليه ولا شرط سوى الجودة والإجادة، وحتى هذه لا يتطلبها الأمر كثيراً في أغلب حالات الطلبات البسيطة التي تكفي فيها نوعية الجودة عن كميتها. 

تفتح هذه الأبواب في وقت أصبح فيه الكساد هو البضاعة الرائجة في كل مكان، وتغول فيه التضخم وتعملق ليشمل كل البلدان حتى تلك التي كانت في السابق تكسر كل المقياييس والموازين بارتفاع جودة الحياة فيها. وأصبحت البطالة مشكلة عامة في العالم كله، في نفس الوقت الذي سادت فيه التكنولوجيا وانتشرت حتى في أشد مناطق العالم فقراً وجوعاً وجهلاً ومرضاً. فالكاميرات الملحقة بأجهزة الجوال الزهيدة الثمن أصبحت الآن تنقل لنا الصور من أكثر المناطق تأثراً بالأزمات والنزاعات المسلحة، والكوارث الطبيعية والمجاعات والحروب، والموت. وفي نفس الوقت تباع هذه الصور بأغلى الأثمان كائناً من كان ملتقطها، فلم تعد الصور الباهظة حكراً على كبار ومشاهير المصورين. وفي ظل هذه المفارقة العجيبة يجد العالم بصيصاً من الأمل، حيث ما زالت هناك الإمكانية للعمل من المنزل وعبر الهاتف أيضاً، وكسب المال والاستفادة من الوقت والجهد والتكنولوجيا المتوفرة والخبرات والمعارف على اختلاف درجاتها وأنواعها. 

 ولعل جزءاً من هذه المفارقة أيضاً أنني أكتب من منزلي على الضفة الشرقية للنيل الأزرق قبالتي برج الاتصالات على الضفة الأخرى، وأستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول خاصتي الذي يعود صنعه إلى سنة 2006 وهو يفترض أن يكون قد أنهى سنين عمله منذ أكثر من اربعة سنوات لكن ما زال يعمل بفضل مستويات الجودة التي تراعيها الشركة المصنعة - تستحق تحية ملؤها الاحترام من هنا- Compaq.
حسناً زملائي الكتاب وأصدقائي القراء آن الأوان لقراءة ما تكتبون فشاركوني روابط مدوناتكم - و إن لم يكن لديكم مدونة، ولم تتناولوا هذا الموضوع من قبل فماذا في اعتقادكم قد فات علي في هذا الخصوص؟ منذ فترة يشغلني التفكير في هذا الأمر وحقيقة أود أن أعرف رأيكم! لكم الشكر أجمله على زيارة مدونتي وقراءة هذا الموضوع، وعلى تعليقاتكم التي تهمني كثيراً.

كيف تكتب موضوعاً حصرياً




الكتابة الحصرية من الأشياء التي لا غنى عنها ليس فقط للأغراض البحثية والأكاديمية، بل أيضاً لتجنب الوقوع في المشاكل القانونية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية، والتعدي على الحقوق الأدبية للكتاب ناهيك عن السرقات الأدبية.  والكتابة الحصرية هي التحدي الأول لكل كاتب، وهي ما يعطي الموضوع أو المقال أو المحتوى قيمته الحقيقية والعليا بالإضافة إلى المضمون والأسلوب وسلامة اللغة المستخدمة وثرائها.

وهنالك الكثير من الكتاب الموهوبين والمتمرسين ممن يجيدون ويحترفون ويقدمون خدمات الكتابة الحصرية، وللكتابة باعتبارها من الأنشطة الإبداعية خصوصيتها التي تميزها عن بقية الأعمال الفنية. ولكل كاتب طريقته في استلهام الموضوع، أو تناوله أو اختياره والكتابة فيه، لكن تظل فكرة الكتابة هي مفتاح هذا العمل ويترتب عليها الكثير بما في ذلك مدى نجاح العمل وقبوله لدى القراء.
وهنا نستعرض بعض "مناجم" الأفكار التي تصلح للكتابة عنها عند الرغبة في كتابة موضوع حصري.



أكتب عما تعرفه


الكتابة عن شيء تعرفه تماماً وتمتلك ناصية القول فيه هي أولى الطرق لكتابة محتوى حصري. حيث أن تجربتك الشخصية أو تجربة شخص آخر قريب منك، أو قراءاتك المختلفة، أومعرفتك الأكيدة بشيء ما هي الركيزة الأساسية لهذه العملية. وهذه المعرفة عبارة عن أفكار هي بقليل من الترتيب ستصبح بذرة مقالك الحصري الأولى، ولن يبقى سوى أن تعرضها بأسلوبك الخاص وبلغة سليمة وأنيقة، تعكس روحك الإبداعية وملكتك اللغوية وموهبتك ككاتب أصيل.

سجل خبراتك


الخبرة هي ينبوع الأفكار الغزير، وعندما يكتب الكاتب عن تجربته الخاصة فإنه يمتلك تماماً كل مقومات الكتابة الحصرية، فمهما تشابهت خبرات الناس فطريقة فهمهم، أو تاثرهم بها أو حتى تعبيرهم عنها تختلف كثيراً، وهذا هو ما تعنيه الكتابة الحصرية. فهي منتوج خاص وفريد لا يتكرر، وعمل أصيل نابع عن فكرة أصيلة ومختلفة. إلجأ إلى خبراتك الماضية أو الحاضرة أو تناول بعض المواضيع الشائعة من خلال وجهة نظرك الخاصة وتفاعلك الوجداني معها، إجعل الكتابة متنفساً لمختلف الضغوط التي تفرضها الحياة اليوم، أو طريقة تعبيرك عن نفسك بصفتك تنتمي إلى قبيلة المبدعين التي يختلف أفرادها في طريقة التعبير ولكنهم يتفقون في الإبداعية والحس الفني، حيث تتفاوت الأساليب التعبيرية بين الرسم، والتلوين، والنحت، والتمثيل، والموسيقى، وغيرها من الفنون والإبداعات.

البحث والقراءة
البحث هو من أهم وأكثر الطرق التي يسلكها من يبحث عن فكرة لموضوع حصري، أو يبحث عن مادة يغذي بها فكرة ذلك الموضوع. وهذا المصدر يعتبر من أهم المصادر أيضاً لأنه يتطلب الكثير من الحذر والأمانة والتدقيق عند ممارسته. ففضلاً عن قواعد الأبحاث الأكاديمية المعروفة، فهنالك قاعدة أساسية مشتركة بين الباحث الأكاديمي والكاتب الذي يبحث عن فكرة أو مادة حصرية، وهي عدم الاكتفاء بمادة معينة ونقلها نقلاً عن مصدر ما، فهذا الفعل ينسف تماماً مفهوم "الحصرية"، لكن البحث عن كل جوانب الموضوع ثم التحدث عن جانب واحد بكلماتك الخاصة، ووفقاً لما فهمته من قراءتك للمادة التي تحصلت عليها من خلال البحث، وأيضاً تضيف إلى الموضوع رأيك الخاص في تلك المادة، ومقارنتها مع ما عرفته سابقاً، أو الكتابة بهدف إكمال ما تراه ناقصاً في الموضوع أو المادة التي قرأتها استناداً على ما تعلمته في وقت ماضٍ، أو مزج كل ذلك أو بعضه معاً والخروج بموضوعك الحصري، أوبالتحدث عن ذلك كله أو بعضه من زاوية أخرى على ضوء ما تنامى لديك من علم بخصوص ذلك الموضوع يكفي لكتابته بحصرية واسلوب خاص.


الثقافة ومهارات التفكير الإبداعي

الثقافة هي صفة من الصفات الملازمة للكتاب، فهنالك مثقفون ليسو من الكتاب ولكن ليس هنالك كاتب غير مثقف! فالثقافة والنهل من كل العلوم والفنون والآداب أشياء ضرورية جداً للكاتب الموهوب والمحترف. والحمد لله يندر جداً أن تجد كاتباً لا يقراً أو يتعلم باستمرار. والقراءة بالضرورة إحدى أسباب تطوير القدرات الذهنية والإبداعية، وهي أيضاً تنشط وتمرن ملكة الإبداع وتوسع من المدارك والآفاق. وبالتالي القدرة على اجتراح مختلف الأفكار والحلول ليس فقط للمواضيع الحصرية ولكن لمختلف مناحي المشاريع والأمور الحيوية.  ولحسن الحظ إن لم تكن مثقفاً فالثقافة شيء لا يرتبط الحصول عليه بعمر معين أو موعد نهائي، فهي في متناول يدك وقلبك وعقلك ما رغبت فيها، خاصة في عصرنا هذا، حيث تزداد الأزمات المالية والتضخم والانهيارات الاقتصادية ولكن في نفس الوقت تقل تكاليف القراءة والمصادر والمراجع والموارد الثقافية يوماً بعد يوم فهي الآن وللجميع بدون مقابل سوى الرغبة فيها والصبر عليها، والاستمتاع بها وهذا هو تماماً ما يحدث معك الآن!

أتوقع من قرائي الأعزاء كتابة موضوع واحد على الأقل تكمل فيه الجوانب التي أهملتها عند كتابة هذا المقال وتذكيري بما غفلت عنه من منابع أفكار المواضيع الحصرية.